• حول
  • لمن نقدم خدماتنا؟
  • الخدمات
  • أدوات
  • المدونات
  • اتصال

اضطراب معالجة الحواس

في عالم يبدو بسيطاً لنا… هناك أطفال يرونه معقداً، صاخباً، مربكاً… لأن حواسهم لا تعمل كما اعتدنا. لا لأنهم لا يملكون حواساً، بل لأن أدمغتهم تستقبل العالم بطريقة مختلفة، فتصبح الأشياء العادية… إما أكثر من اللازم، أو أقل مما ينبغي. هذا ما يسميه المتخصصون اضطراب معالجة الحواس.

لكنه في الحقيقة… ليس اضطراباً بقدر ما هو طريقة أخرى للشعور بالحياة.

الدماغ هنا لا يجيد تصفية الرسائل القادمة من الحواس. الصوت قد يكون موجعاً، الضوء قد يكون جارحاً، اللمس مزعجاً… أو على العكس، كل شيء يبدو باهتاً، صامتاً، يحتاج إلى مضاعفة، إلى حركة، إلى قفز، إلى ضغط على الجسد كي يُشعر الطفل أنه موجود حقاً.

الحواس ليست خمساً فقط كما علمونا في المدارس. هناك حواس أخرى تحكم حياتنا دون أن نشعر بها:

الحس العميق (Proprioception): هو الإحساس العميق داخل الجسم… الإحساس بالمفاصل والعضلات والوزن. هو ما يجعلك تعرف أنك تمسك قلماً دون أن تنظر إليه، وأنك تقف مستقيماً دون أن تفكر بذلك وكأنه نظام GPS في جسمنا يحدد كل شيء بدقه لنا.

الحس الدهليزي (Vestibular): مركز التوازن داخل الأذن. هو الذي يعلمك أين الأعلى وأين الأسفل. هو الذي يمنعك من السقوط حين تركض أو تقفز أو تدور.

الحس الداخلي (Interoception): الشعور بما يجري داخل الجسد… هل أنت جائع؟ هل أنت عطشان؟ هل قلبك ينبض بسرعة لأنك متوتر؟ هل تشعر بالبرد؟ بالحزن؟ بالفرح؟ هذا الحس هو مرآتك الداخلية.

ثم تأتي الحواس التي نعرفها جميعاً: السمع، البصر، الشم، الذوق، واللمس.

حين يختل الدماغ في تنظيم هذه الحواس… يصبح الطفل محاصراً بين عالم خارجي لا يفهمه، وجسم داخلي لا يرسل له الإشارات الصحيحة. هنا ترى طفلاً لا يحتمل الملابس، يرفض أن يلمسه أحد، يهرب من الأصوات، أو على العكس… يبحث بجنون عن حركة لا تنتهي، عن ضغط، عن قفز، عن دوران.

لماذا يحدث هذا؟

العلم لا يعرف جواباً كاملاً.

ربما جينات بدأت تتصرف بطريقة مختلفة… ربما ظروف بيئية أثّرت على نمو الدماغ وهو لا يزال جنيناً… ربما الاثنين معاً.

ما نعرفه أن هذه الحالة تظهر كثيراً لدى الأطفال الذين لديهم تحديات نمائية أخرى، مثل الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد أو التواصل أو النمو العصبي.

ولأن الطب لا يملك دائماً إجابة لكل شيء… لا تزال هذه الحالة خارج التصنيفات الرسمية في دليل التشخيص. لكنها ليست غائبة عن عيون أخصائي العلاج الوظيفي، الذي يراها في تفاصيل كل يوم: طفل يقفز بلا توقف… أو يرفض أن يلمسه أحد… أو يضع كل شيء في فمه بحثاً عن شعور مفقود.

التشخيص لا يحتاج بالضرورة إلى أوراق رسمية، بل إلى عين خبيرة تعرف أن هذا الطفل لا يعاني من عناد، ولا من سوء سلوك… بل من دماغ يحتاج إلى المساعدة في تنظيم فوضى الحواس.

أستخدم أدوات مثل اختبارات التكامل الحسي أو مقاييس المعالجة الحسية لنفهم أكثر:

أين الحواس المفرطة؟

وأين الحواس الخاملة؟

وما الذي يحتاجه الطفل ليجد توازنه؟

وهنا تبدأ الرحلة…

رحلة لا تحمل شعار "إصلاح الطفل"، ولا تقف عند حدود "تعديل السلوك".

رحلة نبدأها بفهم أعمق: أن الطفل ليس المشكلة… بل المشكلة في عالم لا يفهم كيف يعمل دماغه.


كما قالت د. جين أيرس يوماً: "التكامل الحسي هو التغذية العصبية التي يحتاجها الدماغ لينظم نفسه… ليشعر… ليتحرك… ليتفاعل مع العالم".

فالطفل الذي يقفز بلا توقف… لا يبحث عن إزعاج أحد، بل يبحث عن توازن داخلي مفقود.

والطفل الذي يرفض اللمس… لا يهرب من الحب، بل يهرب من فيضٍ حسيٍّ يهاجمه دون استئذان.

رحلتي كمعالج وظيفي هي أن أرى ما لا يراه الآخرون…

أن أفكك المشهد؛ ما بين سلوك ظاهري ورسائل عصبية مضطربة تبحث عن التنظيم.

أن أفهم أن القفز، والضغط، والدوران، والهرب… ليست تصرفات عشوائية، بل لغة عصبية يكتبها الدماغ حين لا يجد وسيلة أخرى للفهم أو التعبير.

لا أغيّر الطفل… بل أصنع له بيئة آمنة، حاضنة، تقدم له ما يحتاجه من غذاء حسي:

ضغط عميق حين يطلبه… حركة منظمة حين يفتقدها… أو سكون هادئ حين يرهقه الضجيج.


أقدم له أنشطة مدروسة، مصممة لتحفيز دماغه على بناء الجسور بين الحواس… حتى يصبح قادراً على ارتداء ملابسه دون ألم، والجلوس على مقعده دون قلق، والتفاعل مع أقرانه دون أن ينهكه عالم الحواس.


لأن الهدف ليس أن يصبح الطفل نسخة مما يريده المجتمع… بل أن يصبح النسخة الأكثر راحة، الأكثر توازناً، والأكثر قدرة على أن يكون… هو.


First Step Counseling Center is the first center in the Arabian Gulf countries to be accredited by the International Council for Accreditation of Standards for Continuing Education and Training. It is also the first center in Kuwait to provide comprehensive assessment and intervention services for children suffering from developmental, behavioral and psychological disorders such as: autism spectrum disorder, hyperactivity and attention deficit, language delay, and other developmental disorders that children are exposed to in the early stages of life. We have a unique and distinctive experience in the field of early intervention from comprehensive assessment to building and implementing individual treatment plans.The center includes a group of specialized professionals who lead the way in new developments in the State of Kuwait, as First Step Center is an ambitious, forward-thinking specialized center.
At First Step Center, we provide specialized and purposeful individual programs for our children to ensure the development of their skills and independence by providing high-quality, evidence-based intervention that combines the principles of applied behavior analysis, sensory integration, speech and language therapy, and cognitive behavioral therapy.

“First Step”… Where the dream began and turned into reality

It all started with boundless passion and a vision that believes that every child deserves a chance to grow and develop. Experience and ambition came together, and the dream turned into a vibrant center, where we work every day to make a real difference. From a small idea to a pioneering entity, the journey was filled with determination, dedication, and love. And the story is still being written…

Our Vision and Mission.

Our vision is rooted in the belief that every person deserves access to the highest quality of care, personal attention, and innovative solutions. In our keenness to be at the forefront of providing rehabilitation services, we sought to create an organized environment that includes a multidisciplinary team, including behavior analysts and technicians, occupational therapists, speech and language therapists, and psychologists. Through this, we aim to provide applied behavior analysis on a scientific basis for intervention, and to enhance functional skills that enable the child to rely on himself in performing his daily functions, at home, school and in the community. We also strive to provide effective and organized ways to help children diagnosed with autism spectrum disorder develop faster, in line with their individual needs.