الوسواس القهري لدى الأطفال
هل طفلك يغسل يديه مراراً وتكراراً، أو يتفقد نفس الباب عدة مرات قبل النوم. قد تقول لنفسك: "إنها مرحلة عابرة"، لكن في داخلك تشعر أن الأمر أكثر من ذلك. اضطراب الوسواس القهري ليس مجرد الحرص أو عادة غريبة، بل هو حالة صحية نفسية تملأ عقل الطفل بالقلق والخوف الشديد، وتجعله محاصراً بأفكار متكررة لا يستطيع التحكم فيها.
هذه الأفكار المتسلطة—الوساوس—هي مخاوف غير مرغوبة ومقلقة، بينما السلوكيات المتكررة—القهرية—هي محاولات لتخفيف القلق أو الشعور بالأمان. الحقيقة المؤلمة هي أن هذه السلوكيات نادراً ما تمنح راحة دائمة. قد يبدو طفلك "عنيداً" أو "صعب المراس" للآخرين، لكنه في الداخل يكافح عقلاً لا يهدأ.
يمكن أن يؤثر الوسواس القهري على نوم الطفل، أدائه الدراسي، صداقاته، وقبل كل شيء، احترامه لذاته. كثير من الأطفال يشعرون بالخجل أو الخوف من الحديث عما يمرون به. وبالنسبة للأهل، قد يكون الأمر مرهقاً، محيراً، أو حتى محبطاً—لكن من المهم أن نفهم: طفلك لا يختار هذا الوضع. هم ليسوا "أشراراً" أو "كسالى". ما يحتاجونه هو التفهم، التوجيه، والدعم المهني.
في مركز فيرست ستب، نساعد العائلات على التعامل مع الوسواس القهري من خلال أساليب مثبتة علمياً مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، واستراتيجيات توجيه الأهل. مع الدعم الصحيح، يمكن للأطفال تعلم إدارة قلقهم، تقليل السلوكيات القهرية، واستعادة السيطرة على حياتهم.
إذا كان طفلك يعاني من مخاوف متكررة أو طقوس أو قلق، اعلم أنك لست وحدك. الاكتشاف المبكر والدعم يمكن أن يغير رحلتهم بشكل كبير. لنمضي في هذا الطريق معاً—لأن كل طفل يستحق حياة يشعر فيها بالأمان الذهني، لا محاصراً.
نصائح عملية للأهل:
تحلّوا بالصبر والهدوء – تجنّبوا معاقبة الطفل أو نقد طقوسه؛ التفهم هو الأساس.
استمعوا دون حكم – شجّعوا طفلكم على التعبير عن مخاوفه بحرية.
ضعوا حدوداً لطيفة – ساعدوه تدريجياً على تقليل الطقوس دون فرضها.
حافظوا على الروتين – الجداول المنتظمة تقلل القلق.
كونوا نموذجاً لاستراتيجيات التكيف – أظهروا طرق صحية للتعامل مع التوتر والخوف.
اطلبوا التوجيه المهني – المعالجون يمكنهم إرشادكم وطفلكم معاً.
احتفلوا بالانتصارات الصغيرة – قدروا التقدم مهما كان بسيطاً.
تذكروا، طلب المساعدة ليس علامة على الفشل، بل هو أول خطوة نحو الأمل، الشفاء، والحرية لطفلكم. في مركز فيرست ستب، نحن هنا لنرشدكم في كل خطوة على الطريق.